الفنانة لويس بالام ولغة العواصف والرعود!

فيس بوك 25 أبريل 2023

 

لا يُسأل الفنان العظيم إلى أى مدرسة فنية ينتمى ، فهو الذى يصنع المدارس ولا تصنعه ، ولا يُسأل عن هويته، فهو ابن موهبة مبدعة ومرسلة للإبداع مهما اختلفت جنسيته وولاؤه، ولا يُسأل عن منشأ أسلوبه الفنى ومن أين نبعت ألوانه وخطوطه وتحويراته وملامسه، فهى ثمرة تجاربه و مكابدته الدائمة معها جميعا، فقادته كما يقودها لتصير وكأنها تنبع من نهره الباطنى، تبهره شخصيا قبل أن تبهر شخصا آخر.
ومع ذلك يأتى النقاد ويصنفون أعمال هذا الفنان ، فيقول احدهم انها فنانة “لاندسكيب” ماهرة، وقد أحاول الآن تصنيفها بأنها تنتمي إلى المدرسة التجريدية التعبيرية، وقد أكون مصيبا أو لا أكون، لكن يظل الصدق والتفرد والمفاجأة التى تحدثها اللوحات للمشاهد هى مفتاح شخصيتها وجنسيتها قبل ما نعرفه عنها وعن بلدها وانتمائها، وتأخذنا معها فى حوزة مزاجها المشتعل دوما ، لنستقبل شطحات طبيعتها الدرامية المتقلبة، بما يقابل فوران الأمواج وأعاصير الريح ولمعان البرق وانفجار الرعود ووهج الشروق ودموية لون الغروب..إنها تجليات سماواتها المكتظة بالسحب والأعاصير أو تجليات نفسها المجبولة على الشطح الانفعالى ، فهى تتماهى مع الطبيعة الجغرافية أو تتوحد معها لتجعل منها كونا خاصا قد نعرفه وقد نكتشف أنه مقابل لما تمور به مشاعرنا، أو كأنها تجعل من هذه التقلبات معادلا موضوعيا للكون بأسره أو للطبيعة الإنسانية المطلقة..
وأيا ما كان الأمر ، فليست هذه الفنانة البريطانية لويس بالام إلا ذاتها، وما تحدثت إلا بلغتها ، وإن كانت لغتها الشفرية قد خلقت من وهج الألوان وشطح الفرشاة واشتعال النور وعتمة الظلال ورهبة البحر وزمجرة الرعد ورقة نسيم الفجر ، لكنها مشاعر الإنسان قبل أى شىء آخر !
مقالات اخري

دييغو ريفيرا (1886 – 1957)

   هذا الفنان بتكوينه الجسدى الكاريكاتيرى والمثير للسخرية..كان ساحر قلب حبيبته الفنانة الرقيقة فريدا كالهو التى لم يخلص لها قط رغم زواجه بها مرتين من

اقرأ المزيد »

يقولون إن العالم يحتاج إلى ثورة تقودها إمرأة.. جيد..لنحاول إذًا في ثورة صغيرة تمزيق الشر ونثره على الطرقات يتسول الخير من أربابه لعله ينجو.. لننثر

اقرأ المزيد »