الفنان الكبير عز الدين نجيب يترك وصيته ويرحل

   في بداية التسعينات من القرن المنصرم، جمعتنا الصدف في منزل المرحوم اللواء منير الشريف… كان هذا البيت يجمع ثلّة من التنويريين المثقفين (الناصريين الأوفياء) البررة لمصر. يجتمعون في هذا البيت الكريم، يتبادلون الرأي في قضايا الثقافة والشان العام. أذكر منهم المرحوم عز الدين نجيب الذي كان موسوعياً ملمّاً بمجمل التحوّلات التي عرفتها مصر خاصة بثورة يوليو. وهو واحد من أبرز نخبها.. كان تلميذا للمرحوم ثروت عكاشة الذي كلّفه بعد نكسة حزيران من عام 1967 بإدارة بعض المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والفنون منها.
   كان عز الدين نجيب يتحدث عن تلك المرحلة ونادرا ما كان يشير الى دوره وموقعه فيما يتحدث عنه، متنكّرا لذاته وجهده. هكذا تعرّفت على هذا الإنسان، المثال والقدوة، والذي كان واحداً من أبرز رهبان الثقافة عبر تاريخه الممتد.. كتب تجربته في العديد من الكتب التي صدرت له، تلك الكتب التي تناول فيها أحوال مصر كشاهد وحاضر في صناعة الحدث… عرف عبد الناصر عن قُرب، وتأثّر به وشارك في تنفيذ المشروع الناصري، بل كان من تلامذة ثورة يوليو ومن المشاركين في تنفيذ المشاريع التي قامت بها هذه الثورة. كان لوجوده في تلك الاجتماعات عند اللواء منير الشريف، ميزة خاصة، إذ كان حين يتحدث ينصت إليه الجميع بشغف، محاولين معرفة المزيد وهو الشاهد على معظم ما كان يتحدث عنه… وأذكر من الحضور المشاركين في الحوار المرحوم اللواء أحمد عمر والأستاذ ماجد يوسف والمرحوم د. علي مبروك و«اللواء» أطال الله في عمره د. سمير والي. تلك الاجتماعات التي انتقلت بعد وفاة اللواء منير الى منزل آخر.. لقد كنت شاهدا ومنذ بداية التسعينات على حضور عز الدين نجيب الذي تعلّمت منه الكثير بل كانت تجربته مدرسة ودليلا تاريخيا على مرحلة تم تشويهها عن عمد…
الصديق عز الدين نجيب ترك إرثا ستنهل منه الأجيال كثيرا. ترك بصمة سنعود إليها لمعرفة أحوال الأمة ولماذا وصلنا الى ما وصلنا إليه؟ رحم الله هذا الكبير الذي كان منارة تحدّت الظلمات وواجهت الطغيان والتعصب والتبعية والارتهان… لروحه السلام..
.. باسمي وبإسم منتدى الحوار الثقافي العربي وحلقة الحوار الثقافي والتجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث وملتقى الثقافة الشعبية نتقدّم من عائلة الفقيد ومن أصدقائه وهم جموع الشعب المصري بأحرِّ التعازي. رحمه الله..
الآسفون: النائب الأستاذ عاطف المغاوري، د. حلمي النمنم، المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، د. أشرف عبد الرحمن، اللواء سمير والي، الأديب الشاعر ماجد يوسف، د. جمال زهران، د. أنور مغيث، د. أمل الصبان، د. محمد غنيم، ا. إيناس جرجس، د. ياسر الطنطاوي، د. عبدو الكفروني، د. محمد أبو الفضل، اللواء بهجت فرج. ومن لبنان المهندس أنطوان أبو جودة، د. إلهام كلّاب، د. مطانيوس الحلبي، د. زاهي ناضر، د. جورج سعاد، د. محمد حسني الحاج، د. مصطفى جرادي، د. محمد شيا، د. عصام الجوهري، د. نيبال ونضال الأميوني، د. علي العلي، د. أميرة أبو مراد، د. جميلة حسين، د. لينا الرافعي.
فرحان صالح .. جريدة اللواء 27 سبتمبر 2023
مقالات اخري

دييغو ريفيرا (1886 – 1957)

   هذا الفنان بتكوينه الجسدى الكاريكاتيرى والمثير للسخرية..كان ساحر قلب حبيبته الفنانة الرقيقة فريدا كالهو التى لم يخلص لها قط رغم زواجه بها مرتين من

اقرأ المزيد »

يقولون إن العالم يحتاج إلى ثورة تقودها إمرأة.. جيد..لنحاول إذًا في ثورة صغيرة تمزيق الشر ونثره على الطرقات يتسول الخير من أربابه لعله ينجو.. لننثر

اقرأ المزيد »