فيس بوك 10 يونيو 2023

 

لم يكن حامد ندا – كما عرفته عن قرب – سرياليا كما يصنفه البعض..لا هو ولا زميله عبد الهادى الجزار، بل كانا ، وكل منهما بأسلوبه الخاص ، يمثلان اللاوعى الجمعى للحياة الشعبية المصرية فى عالمها السحرى القائم على الخرافة والمعتقدات الأسطورية والفهم الماورائى للحياة، فهما بذلك بعيدان كل البعد عن مفهوم السريالية الأوروبية القائم على اللاوعى الفردى المأزوم من منظور علم النفس والهواجس الذاتية والشيزوفرينيا عند فرويد، من تأثير كبت الغرائز والعقد النفسية..لذا فإنهما الموجة الأولى فى حركة الفن المصرى الحديث التى أنجزت مهمة الكشف عن أدغال الشخصية المصرية، ولا يكاد يتساوى معهما فى هذا الكشف فى جيلهما أحد من المبدعين فى مختلف مجالات الإبداع، وقد يكون زميلهما فى جماعة الفن المعاصر سمير رافع هو الأقرب بأعماله إلى مفهوم السريالية من المنظور الأوروبى المشار إليه. لكن ندا يختلف عن الجزار فى مراحله التالية بعد الستينيات بغلبة الدوافع الذاتية للفرح والنشوة والعودة لحياة الفطرة البدائية والحب العارم للمرأة والحياة..وهكذا استيقظت بداخله فى مراحله الأخيرة روح الفرد الحالم بعيدا عن الجماعة وقريبا من طبيعة الإنسان الفطرية، مع قدر كبير من حس الفنتازيا الشعبية والغنائية الصاخبة – تعبيريا – عن طريق الرسم ، خاصة للأبواق الموسيقية الضخمة، ربما تعويضا عن مشكلة الصمت الذى فرض عليه بعد إصابته بالصمم شبه الكامل.
لو كانت لدينا أدوات الإعلام الترويجية وآلة صنع النجوم الدولية السائدة فى الغرب لكان حامد ندا اليوم اسما يفوق نجوم الصف الأول للفنانين العالميين هو وزميله عبد الهادى الجزار..فهل وضعناه نحن المصريين على الأقل فى مكانه الجدير به فى وطنه؟..أشك!
مقالات اخري

دييغو ريفيرا (1886 – 1957)

   هذا الفنان بتكوينه الجسدى الكاريكاتيرى والمثير للسخرية..كان ساحر قلب حبيبته الفنانة الرقيقة فريدا كالهو التى لم يخلص لها قط رغم زواجه بها مرتين من

اقرأ المزيد »

يقولون إن العالم يحتاج إلى ثورة تقودها إمرأة.. جيد..لنحاول إذًا في ثورة صغيرة تمزيق الشر ونثره على الطرقات يتسول الخير من أربابه لعله ينجو.. لننثر

اقرأ المزيد »