فيس بوك 8 أبريل 2023
عفت ناجى هى وشقيقها الفنان محمد ناجى وزوجها الفنان والمعلم سعد الخادم من الرواد الأوائل للحداثة والتجديد، ومن بين إنجازاتها تطويع خامات غير مألوفة وإدخالها فى الأعمال الفنية ، مثل ابتكار المستوى العلوى المجسم والبارز فوق لوحة التصوير، وخلق الرؤى التعبيرية والحوشية من ركام المخلفات الاستهلاكية وبقايا التراث الشعبى ، بما سمى بعد زمن طويل من بدء تجاربها “بالأعمال التجميعية والمركبة”، وأصبح ذلك مدرسة فى الغرب لكن بدون إسناد ابتكارها إلي فنانتنا بكل أسف.
لكنها فوق ذلك كله كانت صاحبة قضية ورسالة قومية ، وهى تأصيل التراث الشعبى بالتعاون مع زوجها المعلم الرائد سعد الخادم، والبحث الدءوب عن مصادره وعلاماته نظريا وماديا، واقتنائها من جميع أنحاء المواقع التاريخية والشعبية النائية فى مصر، ما جعل من مقتنياتها متحفا إثنولوجيا وأنثروبولوجيا أقيم فعلا بجوار لوحاتها ولوحات رفيق عمرها وأستاذها سعد الخادم، وقد تنازلت عما يخصها فى ملكية “فيلتهما” بحى الزيتون مع جميع لوحاتها الخاصة لوزارة الثقافة بلا مقابل إلا لما يخص ورثة زوجها، وهو المتحف القائم بشارع سليم بالزيتون، وكان لى شرف إتمام الاتفاق حول المشروع نظرا لعملى بقطاع الفنون التشكيلية آنذاك ، ولصداقتى القوية بالفنانة، وأقترح تسمية الشارع باسمها بدلا من اسم الغازى المستعمر التركى سليم الأول.
هى نموذج نادر للأصالة والحداثة بغير تبعية للثقافة الغربية، وكذلك للحس الوطنى الملتزم بقضايا الانتماء وتعميق الهوية بغير شعارات مجانية، وأرى لهذا كله أنها لم تأخذ حقها أثناء حياتها أو بعد رحيلها من التقدير والتكريم لتكون مثلا أعلى أمام الأجيال.




