فيس بوك 25 أبريل 2023
هذه صفحة من تاريخى ، أعتز بها وأستعيدها وكأنها حدثت بالأمس رغم انها تعود إلى عام ١٩٦٧، بعد الهزيمة المريرة ثم إعلان الرئيس عبد الناصر التنحى عن الحكم ، فوسط هذا الظلام الحالك واعتراض الشعب الكاسح على قرار الزعيم المهزوم، تعبيرا عن رفضه للهزيمة ولأن يترك المصريين يغرقون فى وحلها وهى من فعل نظامه وليسوا طرفا فى صنعها، لم تجد جماهير شعب المحافظة غير قصر الثقافة الذى أنشأته أنا قبلها بعام واحد مكانا ليعتصموا فيه بالآلاف ويصمموا على عدم مغادرته إلا بعد أن يستجيب المحافظ جمال حماد لرغبتهم فى أن يدبر لهم مئات السيارات لتقلهم إلى القاهرة للمشاركة فى المظاهرات المليونية ضد تنحى الرئيس..وهو ما تحقق بالفعل.
فى هذا المقال أرصد مجريات الحدث، ومن ورائه تطورات نشأة القصر ودعائمه من كبار
الشخصيات التاريخية المنحازة بعمق للعدالة الثقافية ولحق الجماهير فى الثقافة والعدل معا، والمنادية باحترام حريتها وإرادتها، وعلى رأس هذه الشخصيات د. ثروت عكاشة وزير الثقافة ومؤسسها الاستثنائى فى تاريخ مصر ، والفنان العظيم صلاح جاهين الذى كان من كبار الداعمين للقصر بالحضور والكتابة والإشادة، والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى ،الذى كان هو ورفيق رحلته الشاعر الكبير سيد حجاب أهم وجهين دائمى التواجد فى القصر بأشعارهما الثورية والارتباط بجماهيره حتى فى أعماق القرى النائية بكفر الشيخ، ضمن كوكبة من المثقفين المؤمنين بالشعب ، لذلك فلا عجب أن تختار جماهير المحافظة قصر الثقافه دون غيره من قاعات الدولة وساحات العمل السياسى مكانا للاعتصام به لتحقيق إرادتها فى يوم المصير العظيم، وليرفضوا من خلاله عار الهزيمة. وكان فرسان الثقافة هؤلاء من بين كوكبة من المثقفين الوطنيين الذين اعتبروا قصر الثقافة بيتهم وتمثيلا لأحلامهم فى الالتحام بالجماهير، التى كان رفضها للهزيمة إيذانا ببدء مسيرة النضال البطولى الذى استمر ست سنوات حتى تحقق النصر عام ٧٣
